توماس فريدمانسكوت ريتر باي باي أمريكا،باي باي إسرائيل ١٧٩٢٠٢٥ ميخائيل عوض ١ توماس فريدمان الصحافي الأكثر شهرة والمعر
توماس فريدمان/سكوت ريتر: باي باي أمريكا،باي باي إسرائيل
١٧/٩/٢٠٢٥
ميخائيل عوض
١
توماس فريدمان الصحافي الأكثر شهرة والمعروف في أمريكا والعالم، صاحب مبادرة الملك عبد الله، والمؤثر جدًا في النخبة الأمريكية.
سكوت ريتر الضابط الأمريكي الكبير، وأحد خبراء فحص أسلحة الدمار الشامل في العراق، والمشهور جدًا.
الأكيد أنهما ليسا عربيين، ولا مسلمان، ولا متضامنان مع غزة وفلسطين، وليسوا أبدًا أعداء أو ناقدين متحاملين على إسرائيل، إنما يتمتعان – بحكم المهنة والشخصية – بعقل براغماتي متحرر من الهيمنة والإسقاطات المسبقة.
٢
سكوت ريتر بالصورة والصوت – ونشرناها على منصتنا "الأجمل آت" واتساب وقناتنا "الأجمل آت" يوتيوب لمن يرغب – أعلنها بلا رتوش:
أمريكا والغرب فوضوا إسرائيل بتدمير وتطبيش المنطقة، وهم يدركون أنها نهايتها. لا يأبهون لها، ولا لمستقبلها، ولا لمصير الغزاة المستوطنين، ولن يذرفوا دمعة واحدة؛ فقد أدت خدمتها وباتت عبئًا ثقيلًا، فلتذهب إلى الجحيم، ولتأخذ معها النظم والأسر والدول التي أُنشئت لتتخادم معها بنواتج الحرب العالمية الأولى.
٣
توماس فريدمان أيّد ترمب مع أنه من رموز لوبي العولمة ومنتجاته، ونصحه كثيرًا وكاد يصادقه ويؤمن بمشروعه: "أمريكا أولًا، والسلام العالمي، ووقف الحروب".
توماس يعرف تفاصيل تفاصيل النخبة الأمريكية وأسرارها ومؤامراتها وتآمرها بعضها على بعض.
وهو أمريكي أنجلوسكسوني بلا مواربة، ونصير لعظمة أمريكا وهيمنتها العالمية المتفردة، وطالما تغنى بها وبقيمها وأنماطها، وأراد تعميمها، بل أسهم وكان الأنشط.
في مقاله أول أمس – ونشرناه على منصاتنا – جزم بأن ترمب أصبح ألعوبة بيد نتنياهو وزيلينسكي، وتحول من قائد وساكن للبيت الأبيض وابهته إلى كركوز ومحل سخرية في أمريكا. وأشار بوضوح إلى أنه أنجز مهمة تحويل أمريكا من مكانتها "شرطي العالم" والقابض على روحه والمتحكم بمساراته، في إشارة إلى عجزه في أوكرانيا وفي غزة وبإزاء البلطجة الإسرائيلية في الإقليم، ووصفه بأنه دمية بيد بوتين يلهو به وبخطاباته وإطلالاته الإعلامية. مستخلصًا أن زمن أمريكا القائدة والمتحكمة – بل والموحدة – نَفِذَ!.
٤
يوم قلنا: "باي باي إسرائيل، باي باي أمريكا" شكك البعض وتهكم آخرون. تعاملنا معهم بشفقة العارفين، ودعونا للتفكير من خارج الصندوق. فالعالم في حالة مخاض للولادة ودفن العالم القديم الأنجلوسكسوني. وقلنا: ترمب هدية السماء للأمم والشعوب التي ملت البلطجة والعجرفة والتوحش.
٥
شهادة فريدمان وسكوت ريتر جاءت في محلها وزمنها المفصلي لتؤكد أن منهج التحليل الصحيح والموضوعي يحقق الغاية في معرفة الواقع كما هو وبعناصره، ويؤمّن رؤية لما سيكون غدًا. ولا حاجة لتبصير وفلكيين وعنتريات وتهويل، فالأمور جارية تحت نظرنا ويمكن تلمسها.
٦
نعم، لنستعد، وليستعد العرب والمسلمون وأمم العالم لزمن ما بعد إسرائيل وما بعد أمريكا.
والمؤكد أن لا أحد سيشتاق لهما ولممارساتهما العدوانية والمتوحشة. فخمسة عقود من المقاومة والكفاحية والأثمان الباهظة التي دفعتها أمتنا وشعوبها ودولها وجيوشها ومقاوماتها لن ولن تذهب هدرًا، بل تؤسس وتستعجل ولادة العالم الجديد الموسوم بقيمها وبطبائعها.
باي باي أمريكا، باي باي إسرائيل؛ فالحق يعلو ولا يُعلى عليه.
ان ما ينشر من اخبار ومقالات لا تعبر عن راي الموقع انما عن رأي كاتبها